سكريبت نور وزين بقلم نور حسن
U3F1ZWV6ZTIzODgyOTYxODI3ODM2X0ZyZWUxNTA2NzQzNzUwMTE3OA==

سكريبت نور وزين بقلم نور حسن

سكريبت نور وزين بقلم نور حسن

واقفة في المطبخ بقطع الكيك، رصيته في الطبق وجهزت اتنين فنجان شاي وطلعت بيهم في البلكونة



سكريبت نور حسن


سكريبت نور حسن

:اديني جيبت الكيك والشاي قولي بقا عايزني في ايه


-هناكل الأول عشان جعان جدا


:بالهنا والشفا


كنت براقبه وهو بياكل كعادتي دايما بركز في كل تفاصيله صوته اللي ذي الكروان بالنسبالي ملامحه اللي محفورة في قلبي من وقت ما كنا صغيرين، حركاته العشوائية انا حافظة تفاصيله وعشقاها


:اظن دلوقتي تقدر تقولي في ايه وجعت بطني من التوتر يا زين


'ضحك'- سلامتك، تحبي تقرأي رواية؟!


:زييين متغيرش الموضوع قولتلي انك عايزني في حاجه مهمة وكان باين عليك الزعل وانت جاي من برا في ايه


'اتوتر'- شوفت زهراء النهاردة وانا بتمشى على البحر كانت بتعيط قعدت اتكلمت معاها وقالتلي أن باباها قالها أنه بعد كدا مش هيرفض حد لو اتقدملها لأن اعذارها بالنسباله تافهة
:والمطلوب؟!


اد ايه الإنسان مهزئ، انا عارفة ايه المطلوب، المطلوب اني أخرج من حياته، انا المشكلة، زهراء هي البنت اللي زين بيحبها من وقت ما كانوا في الكلية بس والده اللي هو بيكون عمي أصر أنه يتجوزني انا عشان بابا وماما ماتوا في حادثة من تلت سنين وكنت عايشة لوحدي في شقتنا، اتجوزنا من سنتين ونص ولسه ذي ما احنا، انا بحبه بس هو قلبه معاها هي، انا السبب، انا اللي فرقتهم عن بعض


'اتنهد'- مش عارف يا نور مش عارف


'دمعت': روحلها يا زين طالما بتحبها كدا انا مش همنعك ولا عمري منعتك انت اللي مصمم انك تكمل في العلاقة دي وتدمر فيا وفيك


قاطع كلامنا صوت رنة فونه، وكانت هي اللي بتتصل
-الو


أيوة حضرتك تعرف صاحبة التليفون دا


-ايوة مين بيتكلم؟!


انا لقيت التليفون دا يبني في الشارع صاحبته عملت حادثة من شوية ونقلوها على المستشفى والتليفون واقع في الشارع


'اتصدم'-انت..انت متأكد من اللي بتقوله


أيوة يبني هي اتنقلت مستشفى....


بصيت عليه بخوف وانا شايفه عينه الغرقانة بالدموع


:في ايه؟!


-زهراء عملت حادثة وهي في المستشفى


:مستني ايه يلا نروحلها


أكيد مكنتش هسيبه يروح لوحده، انا عارفة أن زين لما بيتعصب أو يزعل مش بيعرف يتحكم في أعصابه، وصلنا المستشفى و وصلنا قدام العناية المركزة اللي هي فيها، والدها و والدتها استغربوا وجودنا لأنهم ميعرفوناش، الدكتور خرج وقالنا أنها عمالة تردد اسم نور، حقيقي اتصدمت، المفروض كانت تردد اسم زين أو أهلها مش انا لان مفيش بيني وبينها علاقة مباشرة يعني بشوفها قليل


الدكتور:ممكن اسمحلك بخمس دقايق تدخلي فيهم
دخلت شوفتها كانت الأجهزة محاوطاها، شاش ابيض ملفوف على دماغها وعلى دراعها، عينيها المقفولة واللي بيحاوطها الزراق، نايمة كإنها جثة، حسست على وشها بهدوء، ملامحها رقيقة وجميلة على عكسي ملامحي عادية جدا، فتحت عيونها ببطئ بسبب لمستي


:الدكتور قالي انك قولتي اسمي، ليه مش اسم زين ولا حد من أهلك


بصوت متقطع'=هو زين هنا؟


ابتسمت بوجع':أيوة تحبي أناديه


=هتكلم معاكي انتي، يمكن تكون دي المرة الأخيرة


رديت بسرعة':متقوليش كدا بعد الشر عليكي


=متقاطعينيش اسمعيني للآخر، زين مش بيحبني يا نور، زين اول ما قرب مني كنا صحاب عاديين جدا بس هو اللي أوهم نفسه أنه بيحبني، لما لاقاني بفهمه وبتكلم معاه كتير مخزن أسراره كل دا فكر أنه يحطني في مكانة الحبيبة وأنه يتقدملي ويتجوزني، زين حبني حُب تعود لإن انا بس اللي كنت معاه وقتها، انتي يا نور اللي تستاهلي كل الحب دا مش انا، انتي مراته وانتي حبيتيه بجد، انا وزين كنا تايهين فـ فكرنا أننا نخوض تجربة الحب دي لكننا عمرنا ما حسينا بالأحاسيس الحلوة بتاع الحب اللي بنقرأ عنها، صح كان في بينا ود كبير اوي وعلاقتنا كانت قايمة على كدا لكن اللي انتي بتكنيه لزين أكبر من دا بمراحل، زين لما يعرفك كويس يا نور هيحبك، هيحبك وهينساني بالله، هيعرف أنه ضيع وقت كبير كان ممكن يقضيه معاكي انتي


مسكت ايديها السليمة وانا بعيط':بس هو لو هيكون بخير معاكي انتي مستعدة اسيبه لاجل أنه يبقى سعيد وهو معاكي ميهمنيش نفسي اد ما هو يهمني


ابتسمت'=انتي الفرصة الحلوة بتاعته، فرصة مش هتتكرر تاني ابدا يا نور انتي بس اللي تستاهلي قلب زين، خلي بالك منه بالله، وافتكروني بالدعوات من حين لآخر


ايديها اللي كانت في ايدي ارتخت فجأة عيونها العسلي اداروا بجفونها اللي قفلت للأبد، صوت الجهاز صدع في أرجاء الاوضة، اتفاجأت بزين ورايا جاي عليها بسرعة، انا مسمعتش صوت الباب...هو كان هنا، هي ماتت وسابتهولي، سابتني في معركة يا عالم هطلع منها أي حالي


ماتت زهراء ومات معاها كل اللي بنيته بيني وبين زين السنتين ونص اللي فاتوا، زين انعزل بنفسه الاكتئاب سيطر عليه، مبقاش يقبل أي كلمة مني، منهار لدرجة عمري ما شوفتها..


خبطت على الباب':زين الغدا جاهز يلا انت مأكلتش حاجه النهاردة خالص


مسمعتش منه رد، عيدت كلامي تاني كذلك برضه مردش، قلقت عليه فتحت الباب كان قاعد على السرير ضهره ليا...ماسك صورتها وبيحسس على وشها ودموعه نازلة على ازاز البرواز


بصوت متقطع'-مش عارف أنساها، ذكرياتها مش مفارقاني، مش قادر يا نور من غيرها


اتنهدت بوجع':الدنيا مش بتقف على حد يا زين والحياة مليانة هموم مفيش راحة غير في الآخرة، وهي أكيد دلوقتي في مكان أفضل، كل اللي لازم تعمله انك تدعيلها مش بقولك انساها بس لازم تتقبل موتها دا أمر محتوم كفاية توجع نفسك لحد كدا بالله ما عاجبني حالك، لو حابب تفضفض معايا وتتكلم مستعدة اسمعك لحد ما تزهق بس المهم تكون بخير بعدها كفاية انك بقالك شهرين من وقت وفاتها عايش كإنك مش عايش


حضني من وسطي وانفجر في البكا كإنه كان مستني الإذن عشان يطلع اللي جواه، للدرجادي شايل جواه، للدرجادي الهم تقيل عليه اوي كدا


بصوت باكٍ'-وحشتني اوي يا نور


دمعت، دمعت من كمية المشاعر اللي بيكنها ليها، زهراء كانت غلطانة لما قالت إنه محبهاش، دا حبها بكل ذرة من كيانه لدرجة اني مش لاقيالي مكان لا في حياته ولا في قلبه، دمعت على حاله حزينه لأجله بالله


عيطت':لو بس أقدر أشيل الحزن من قلبك وأحطه في قلبي أنا


-ليه تجبري نفسك على كدا ليه تحزني انتي لأجل اني اكون بخير، ليه تشيلي انتي جواكي


اتنهدت:جوايا كتير اوي يا زين فـ مش هتفرق الصراحة فقدانك ليها مش هيكون أعز من فقداني لأبويا وأمي، وجعك ميساويش وجعي مش هتقارن جبل بشوية طوب محطوطين فوق بعض، مش قصدي أقلل من وجعك كل اللي بحاول اوصلهولك أن في ناس كتير حزنها أضعاف حزنك بس لسه مكملة، بتتخطى وتكمل حتى لو بتفقد في كل خطوة حتة منها المهم انهم لسه مكملين فوجعك دا لو أخدته منك وحطيته في قلبي مش هتفرق كتير المهم انك انت تكون مرتاح

البارت الثاني سكريبت نور حسن


فضلت حضناه لحد ما هدى وكنت برددله آيات من القرآن بصوت هادي عشان يهدى خالص، لحد ما حسيت أنه بقا كويس خليته نام على السرير وغطيته كويس من البرد...


حضنت راسه وهمستله':
بص مفيش مانع إنك تزعل، المهم إنك تعرف ازاي تتجاوز الزعل دا، إنك متقفش عنده كتير ومتخليهوش يتمكن من قلبك ويسيطر عليه، ولا تخليه يهز ثقتك وظنك بربنا، مفيش مانع تزعل، بس المهم إن قلبك يكون واثق بإن كل اللي جاي من ربنا هو خير..


اتنهدت وانا لسه بداعب شعره بصوابعي':
ربنا عالم بوجعك وعياطك لوحدك في الليل وقد ايه انت قلبك تعبك وقد ايه الحزن والوجع اللي فيه، عوض ربنا قريب أوي منك واقرب مما تتخيل .. بس انت قول يارب


سمعته بيهمس وبيقول: يارب


وفضلت قاعدة جنبه بتأمل فيه كإني أم بتحفظ ملامح ابنها في أول يوم ليه في الدنيا..


جيبت النوت بتاعتي وبدأت أكتب فيها:
إنني أشعر بشيء من الأمومة تجاهك، إنك طفلي رغم أنك تكبرني عمرا، لكنني ممتلئة بـ شعور الأمومة تجاهك، إنگ فلذة گبدي بطريقة مختلفة..


قومت أسخن الأكل عشان أصحيه تاني عشان ياكل، اتفاجأت بحد بيلف ايده على وسطي من ضهري، اتخضيت


:خضتني يا زين


-دا بيتنا انا وانتي بس اللي فيه عموما يا ستي انا اسف اني خضيتك


:عادي، كنت لسه جايه أصحيك عشان تاكل كفاية اهمال بقا في صحتك


-لا ما انا لقيت نفسي جوعت فجأة واشتقت لأكلك اللي بيخطفني فـ جيت بالزوق أحسن


ابتسمت':كدا هتغر اوي


نزل على وشها وخطف بوسة على خدها خلاها جمدت في مكانها وسابها وراح قعد على ترابيزة المطبخ


بضحك'-هتفضلي واقفة كدا مكانك يا بنتي ولا ايه يلا عصافير بطني بتصوصو


:جاية اهو


أكلنا وخرجنا قعدنا في البلكونة شوية، كنت ببص على الشارع والعربيات وهي ماشية بسرعة وهو كان قاعد ماسك التليفون ومركز فيه، قربت منه وهو مش واخد باله وبصيت في اللي مركز فيه، كان مركز في صورتها، كان فاتح صورتها وعامل زوم على وشها، نظراته كانت كلها حب مشوبة بالحزن،
يا ريتني كنت مكانها!..


روحت قعدت على المرجيحة الموجودة في البلكونة وركزت أكتر في مشهد العربيات ولبرهة حسيت أن نسمات الهوا بتداعب وشي وتطير شعري، ياريت جزء من الألم كان يقدر يطير معاها، عمري ما هعاتبه أبدا...


اتنهدت ورددت جوايا': أخاف أعاتبه لاحسن العتاب يقلب فراق..


حسيت بإن المرجيحة بتتحرك بقوة نوعا ما بصيت ورايا لقيته، مبتسملي، ياه على الإنسان لما يحب يخطف قلب أخوه الإنسان كدا.


:كان في تكة عمق كدا لما كنا بنتغدى ظاهرة عليكي وانك جواكي حزن ليه مش بتحكيلي اتكلمي معايا متسكتيش


اتنهدت':
أوقات السكوت بيكون أفضل الحلول عشان تبعد عن الدخول في هري مفيش منه فايدة.. فيه لحظات بتقول فيها لنفسك: أصل هتكلم مع مين على إيه!.. الصح، الغلط، الغلاوة، التقصير، العتاب، كلهم باينين، ومش محتاجين لسان يعبر عنهم، ومفيش حد صغير.. الصمت مش جُبن بالعكس ده فى أوقات كتير بيبقي نجاة لنفسك، لصحتك، ولأخلاقك باللي باقيلك منهم.. وزي ما قال "ماركيز": (هناك من يصمت حتى لا يجرح غيره، وهناك من يصمت لأنه يتألم وكلامه سيزيده ألماً!، وهناك من يعلم أن الكلام لن يفيد إذا تحدث!، وهناك من يصمت وقت غضبه حتى لا يخسر أحداً)
‏تقريبًا كان مضحوك علينا لما كنا فاكرين إن كل ما نكبر هنعرف نتعامل مع مشاكلنا بشكل أفضل علشان ناضجين بقى وكده، لكن الحقيقة إن الحاجة الوحيدة اللي بنتعلمها مع تقدم العمر هي إزاي نخبي مشاكلنا وإحباطاتنا ومشاعرنا حتى على أقرب الناس لينا علشان نبان طبيعين وخلاص.


جه قعد قدامي وركز في وشي جامد ومسك ايدي وطبطب عليها'-
حمل الليالي خفيف لما يشيلوه اتنين


ضحكت': طب ليه بتستغل حبي لفؤاد حداد دلوقتي


-تيجي ننزل نتمشى؟


:اشطا هلبس بسرعة


لبست فستان بسيط خالص لونه جنزاري وفي ورد أبيض صغير جدا وعليه خمار باللون الأبيض


-قمر ياربي قمر


:حلوة يا زين


-انتي أجمل من في الكون يا نور


مسك الفيونكة الجنزاري اللي في ايدي وبدأ يشبكها هو في الخمار'- كإنك حورية بالله يا نور


حضنته جامد اوي، مش عارفة انا عملت كدا اذاي وعارفة أنه اتصدم لإني خجولة جدا بس انا بقع في حب الأحضان وهي بتكون أكتر حاجه بقدر أعملها عشان أعبر عن حبي لشخص بس الحلوف لا يبالي وميعرفش أصلا


نزلنا اتمشينا على الكورنيش وايدينا في ايد بعض، الجو كان بارد شوية ودا شيء مفرحني جدا لاني بقع في حب البرد والشتا يعني، الشتا فيه كل شيء لطيف ومُبهج


منظر الناس وهي لابسه الجواكت البامب والكوفيات،واللي قاعدين في الكافيهات بيشربوا حاجة سخنه


والبنتين اللي ماشين في الشارع لازقين في بعض وواحدة حاطة ايديها في جيب جاكت صاحبتها،واللي بتديها الشال بتاعها يدفوا بيه هما الاتنين


والاطفال اللي لابسه آيس كاب وجلافز وخدودهم حمرا
شكل الجو وهو مغيم والشوارع هاديه


الأخوات اللي بيناموا جمب بعض في سرير واحد
الشمس اللي بتكون لطيفة جايه معاها لسعة هوا وريحة المطر اللي في الجو، ممكن يكون فيلم رعب لمحبي الصيف بس هو جميل بشكل لا يوصف..


الجو بدأ يمطر وحقيقي دلوقتي انا في قمة سعادتي،
المطر..البرد..صوت مزيكا في الخلفية..أنا..هو


كل دا في وقت واحد، ياربي على دا لُطف


الكورنيش بدأ يفضى شوية إلا من محبي الشتا طبعا
بابتسامة'- ترقصي؟!
ابتسمت':أكييد
رقصنا تحت المطر رقصة هادية ولطيفة جدا لفت نظري في كذا حد عمل ذينا كمان كانوا اتنين شباب برضه وبنتين كمان، حقيقي دلوقتي الإنسان سعيد جدا


صوت عمرو دياب في الخلفية وهو بيقول:
"وأخبارك مع التفاصيل
أحب أسمعها بالتفصيل
مادام اتفتحت السيرة
أخد وأدي لنص الليل"


الكوبليه العظمة اتعاد تاني، وانا بردد معاه، المرة دي انا اللي بردد لوحدي واحنا راجعين البيت


"في حبك كل يوم في جديد
ولو توحشني وانت بعيد
بالإحساس بنتلاقى
مفيش حاجه اسمها مواعيد"
قاطعني لما لقيته بيخلع الجاكيت بتاعه وبيلبسهولي
-أعمل ايه بس ما انتي مش رضيتي تجيبي الجاكيت بتاعك
:عادي مش عايزة جاكيت انا بحب البرد جدا
-وتتعبي صح
مردتش لأن تعابير وشه كان بتدل على أنه هيخنقني لو نطقت


-نور
:نعم
-شكرا على الوقت اللطيف اللي قضيته معاكي دا والله اول مرة اكون فرحان كدا
:سيد متقولش كدا احنا اخوات عييب!
-ياربي متجوز سرسجية دا انتي ولا عبده البواب
:سوسو شخلع هيهيهي


مسكني من ياقة البجامة وبصلي بقرف'- جاتك الأرف في حلاوتك وفي لسانك اللي عايز القطع دا


ضحكت':دا انا ابهرك والله عندي مواهب كتشير اوي بس انت اللي مش مديني فرصة أظهرها
كنت عاملة شبه اللي شاربة حاجه، انا أيوة جوايا الروح المرحة دي بس دي عمرها ما ظهرت من سنين، اتدفنت في مكان جوايا للأبد ذي ما كنت ظانة.


فات شهرين قربنا من بعض جدا، عرف عني كل حاجه:اني بحب الشتا مثلا وبقع في حب الأحضان وأن كلمة وحشتيني دي نقطة ضعفي واني بحسها كلمة مبهجة في حد ذاتها ذائد كمان أن اللطف بيشع منها اني بحب الشاي أكتر من القهوة، اني شخصية انطوائية مع الناس كلهم الا معاه فـ أنا كائن مجنون محتاج يتعالج قبل ما حالته تتطور، اني بتاعة روايات، مش قصدي اني قارئة بس لا كاتبة كمان، اني شخص قلوق جدا، واني لما بحب حد بحبه بكل مشاعري وبقدمله كل حاجه تفرحه، اني بحب عمرو حسن جدا جدا ودي حاجه بتضايقه جدا جدا، وحاجات كتير كمان من ضمنها وأهمها اني بحبه..


وللحظة حسيت أنه حبني وأنه خلاص حبه لزهراء انتهى بموتها...


_يا بنتي بس اسمعي كلامي انا عايز مصلحتك
:اذاي يا عمو بتطلب مني ابعد عن زين ويبقى في دا مصلحتي
_ابني وانتي لازقة فيه وبتعمليله كل حاجه كدا مش عارف قيمتك مش عارف يقنع نفسه أنه حبك زين كبريائه وعقله مش مخليه يعترف بحبك لنفسه حتى موهم نفسه أنه بيحب زهراء مش عايز يقتنع أن كل اللي حصل أنهم كانوا متعودين على بعض مع شوية مودة لكن عمره ما كان حب


:بس انا مقدرش ابعد عن زين خالص يا عمو


_يا بنتي دا الصح اسمعي كلامي زين لما يلاقيكي اختفيتي فجأة من حياته ومبقتيش موجودة فيها وأنه مش هيلاقي الشخص اللي بيعامله معاملة الأطفال ويخاف عليه ويحبه هيتجنن..صدقيني ابني زين يتجنن لو غيبتي عن عيونه شوية انتي مش بتبقي شايفاه وهو راجع من شغله ملهوف عايز يجيلك ابني حبك اوي اوي يا نور وقع فيكي ومحدش سما عليه بس اللي فاضل أنه يعرف قيمة وجودك بجد
:مش وقته الكلام دا يا عمو صوت زين طالع على السلم اهو هدخل أجهز مع طنط الغدا
-السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته حمدا لله على سلامتك يبني
-الله يسلمك يا بابا اومال فين نور
ضحك'_ جوا في المطبخ بتجهز الأكل مع والدتك
-طب انا داخل عندهم


ضحك سالم على ابنه وأنه عامل شبه الطفل اللي بيتعلق بديل فستان والدته في أي مكان وملازمها دايما


:زين
-نعم يا نوري
بقلق': هو انت حبتني يا زين
-انا مكرهتكيش يا نور عشان احبك
:انت فاهم قصدي كويس يا زين فاهم انا اقصد انهو حب
-انا منستش زهراء يا نور


اتوتر'-زهراء ملازماني دايما، انتي شخص يتحب يا نور انتي افضل بنت في الكون وقلبك دا افضل قلب ويستاهل الحب بس انا معرفتش احبك بالطريقة اللي انتي عايزاها


للحظة اتصدمت وحسيت أن دموعي خلاص غرقت وشي، هو عارف أد ايه انا بعشقه ومتيمة بيه بس هو قابلني بإيه بجفاف مشاعر
جريت على الاوضة وقفلت الباب ورايا، سندت على الباب وانا كاتمة شهقاتي بإيدي، قلبي واجعني اوي، حاسة أنه بعد ما طيرني لسابع سما هبدني لسابع أرض


طلعت الساعة اتنين بالليل لقيته نام على الركنة في الصالة، كنت جهزت شنطتي وقررت اني هسمع كلام عمي واروح البيت اللي في البلد في المنوفية، بس مش هستنى لحد ما هو ييجي لان وجودي في حياته مش فارق، هروح هناك لحد ما اقدر احجز تذكرة لأي بلد واسافر، هسافر روما كدا كدا دراستي كانت هناك، طلعت برا وكان لسه نايم فتحت باب الشقة بهدوء بعد ما رنيت على عمي وقالي أنه هيستناني هو وطنط


_مالك يا بنتي انتي اتخانقتي مع زين ولا حاجه
دمعت': عمي انا هقعد هنا اسبوع ولا حاجه وهحجز تذكرة لروما وهسافر هناك وهشتغل وكدا كدا هلاقي شغلي بسرعة انا خريجة صيدلة يعني، و ورقة طلاقي من زين توصلني في اسرع وقت وياريت ميعرفش اني هنا يا عمو بالله عليك
*ايه حصل يا بنتي لكل دا زين عملك ايه


:معملش حاجه يا طنط بس خلاص مبقتش قادرة أستحمل مش عارفة اخليه يحبني، لدرجة اني حاسة أنه سواء يحبني أو لا مبقتش تفرق لاني مبقاش عندي طاقة لا استقبل حب او احب حتى انا تعبت اوي يا طنط ومش مستعدة اكمل اكتر من كدا وياريت تخلوه يطلقني


_طب اهدي بس يا بنتي


:مش ههدى غير لما يطلقني، لانه لو مطلقنيش بالذوق يا عمو هيطلقني بالعافية كفاية لحد كدا بقا


_صدقيني يا بنتي لو مصرة على رأيك انا اول واحد هدعمك بس اللي انتي بتقوليه دا هيضرك قبل ما يضره


*هنسيبك دلوقتي يا بنتي، البيت فيه كل حاجه ممكن تحتاجيها والجنينة برا ترد الروح ابقي اخرجي فيها وفيه هنا شبكة نت وانتي معاكي الرقم بتاعها ابقي شغلي براحتك وخدي الفلوس دي كمان واهدي بالله عليكي يا بنتي ومتظلميش قلبك معاكي
:صدقيني لو كملت في العلاقة دي هبقى بظلم قلبي اكتر يا طنط
زي ما فيه ناس معاملتها بتتغير من غير سبب، بمنتهى الأنانية، فيه ناس بتتغير بعد تعب ووجع كبير كتموه جواهم بسبب أفعال اللي قدامهم، بعد ملل من الانتظار ومن العتاب اللي مفيش منه فايدة ،زي ما فيه ناس بتتغير وبتكون ظالمة، فيه ناس بتتغير بعد ما بيتعرضوا لظلم كبير، لمجرد إن ذنبهم إنهم كانوا بيحاولوا يعدوا ويفوّتوا عشان الحياة تمشي، عشان مكنوش بيقفوا على كل غلطة ويحاسبوا ويحاكموا اللي قدامهم، عشان يكتشفوا بعد كده إن تضحياتهم اللي كانوا حتى مبيعلنوش عنها بقت حق مُكتسَب للي قدامهم خلاص! الألم بيغيّر صاحبه، غصب عنه، بس ظلم كبير أوي إنك كمان تلوم المظلوم؛ لمجرد إنه "اتغير" بعد كل اللي شافه


فات شهر وانا هنا، مش عارفة ايه اللي خلاني محجزتش التذكرة لحد دلوقتي، مكنتش قاعدة لوحدي في البيت في بنت بتيجي تنضف كل يومين وانا اقنعتها أنها تقعد معايا هنا تونسني، وكمان عم أحمد الجنايني، طيب بشكل!، بيفكرني بـ بابا الله يرحمه، عايش هنا في اوضة في الجنينة، بيحب الزرع بطريقة جميلة ولطيفة جدا وفرح كتير لما عرف اني بشاركه حبه للزرع وخصوصا الورد


في يوم قاعدين انا وعم أحمد و ورد البنت اللي قاعدة معايا في الجنينة، كان عم احمد مشغول بري الزرع وانا مكنتش قادرة اسقيه معاه النهاردة لاني تعبانة شوية و ورد كانت بتحضر الغدا جوا بدالي
كنت قاعدة على المرجيحة وبتأمل في الزرع، لقيت ايدين بتتحط على عيوني
قولت بسرعة': زين
الايد اتشالت من على عيوني، لفيت بسرعة لقيته، كان مبهدل خالص، دقنة اللي كبرت شوية وعيونه الحمرا بسبب الإرهاق أو البكا مش عارفة، ايديه اللي بترتعش من التوتر أو الخوف أو الحزن مش عارفة ايه شعورة الصراحة، انا مش عارفة حاجه كل اللي عارفاه أنه كان واحشني بجد مهما فضلت أنكر دا


-يرضيكي الحال اللي انا عليه يرضيكي اني فضلت أبكي لوالدي عشان يقولي على مكانك فين لأجل بس اني اطمن عليكي وارجعك يرضيكي تعذبيني العذاب دا وتفارقيني التلاتين يوم دول، انا ضايع في غيابك، مقدرش أشوف الحياة دي يا نور غير بعيونك انتي، مكنتش أقدر على فكرة فراقك تقومي انتي تنفذيها
بجدية': انت اللي قولتلي انك مش بتحبني وانا ميرضينيش اني افضل مع شخص مش بيحبني


دمع ومسك ايدي بعز قوته':كنت غبي..أيوة غبي لاني حبيتك بكل ذرة من كياني بالله يا نور عمري ما حبيت ولا هحب غيرك، مش بس حبيتك انا عشقتك، قلبي خلاص مبقاش شايف غيرك، حابب اكمل معاكي العمر كله يا نور


:طب وزهراء وحبك ليها؟!


-اكتشفت إن اللي كان بيني وبين زهراء مش حب لا دا كان احترام ومودة لكن مش حب المشاعر مش نفس الاحساس اللي حاسة معاكي يا نور، لما افترقنا انا وهي واتجوزتك مكنتش بقعد بالليل أعيط ذي ما انا كنت بقعد أعيط وانا ماسك صورتك وبكلمك، عدم وجودك في حياتي كابوس مرعب يا نور ارجوكي صحيني منه ارجوكي دا في ايدك انتي بس، سامحيني يا نور، سامحيني
ضحكت وانا بحضنه': مسامحاك يا عيوني مسامحاك، بقا كدا ساييني شهر بحاله
طلعني من حضنه وهو مستغرب كلامي'- وه وه! انتي اللي طفشتي من البيت اصلا
ابتسمت ابتسامة بلهاء': ايه دا بجد! طب س سلا سلام
-اصبري يا بت تعالي هنا عايز اقولك حاجه
:نعم
-في غيابك مهما مشيت ورضيت وعملت صحاب واغاني وبيت هفضل مكسور مهما اتلميت هفضل شارد مهما اتونست..


:ايه دا زين بينطق لعمرو حسن دي معجزة والله
-لاجل عيونك يهون كل شيء يا نور ولأجل عيونك اهتم بأي شيء حتى لو كنت مش حابه، اهتم بأي شيء لاجل عيونك وقلبك


الاهتمام مش بس بيخلق فوق العشق عشقين، الاهتمام بيخللى الرّوح فرحانة انها عرفت تختار صح، بيحللّي الملامح وينورها..... الاهتمام أهم ألف مرة من الحُب...لأن كتير بيعرفوا يحبوا.... لكن نادرين اللى بيقدروا يهتموا ، نادرين اللى بيقدروا ينشغلوا بيك بجد


لما تختار.... اختار اللى يهتم بيك مش اللى بيحبك..
موضوع خد اللى يحبك ما تاخدش اللى تحبه ده انتهى من زمان
:قولي حاجه لعمرو حسن كمان
-انتي الست اللي انا بتمنى تغلبني التجاعيد ف وجودها وابقى معاها واحمي مقامها انتي الست اللي انا مش مكسوف انحني او اعيّط قدامها وانتي الانسانه اللي انا موجود علشان تتحقق احلامها وعشان ألحق حبل غرامها لو تاه أو داب انا جي اطلب ايدك منك يا ذنوبي اللي القلب بيستغفر عنّها لو تاب والله بحبك وهحبك وانا مش كداب


:الله!! كمان كمان
-لو أن الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي لكن الحب أرواح توهب فهل تكفيك روحي؟!
استغربت':بس دا مش عمرو حسن
-اه دا زين سالم، هااا هل تكفيك روحي؟!
:والله يا عسل روحك دي مش هتعملي حاجه مش هستفاد بيها هاتلي روايات ولا ورد ولا أكل اشبع بيه أحسن


طلعت أجري من وشه لانه خلاص مبقاش عنده مرارة ليا


-دا انتي نهار ابوكي اسود
:أهدى بس كدا يا سيد بهزر ايه مبتهزرش


-رجل متنكر في أنثى ياربي


:مديحة شخلع يا روحي


-جاتك الأرف في حلاوتك مش عارف بحبك على ايه!


- نور..نور..نور
:نعم يا زين نعم ايه بتجرب الاسم يبني
-هو أنا ايه فيا جميل مش الملامح وكدا لا حاجه تانية


عملت نفسي بفكر وبعد كدا ابتسمت': الجميل فيك إنك تتحب، والأجمل إنه مينفعش تتحب من حد غيري لأن حقيقي محدش هيقدر يديلك كل الحب اللي جوايا ومحدش يقدر يحبك قدي أنا.


x

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة